همسات " في أذن القلب .......

من طرف **barfaki** الثلاثاء يوليو 28, 2009 8:18 pm

صباحكم مسائكم حب وشوق ومودة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حِينِ غَفلةٍ مِنْ دَهريَ العَتيد.. وزَمانيَ العَنيد ، رحتُ أخطوْ بخطواتٍ مِلأُها الحُزنُ والأَسى واللوعَة .. حَاملاً جِثَتيْ عَلى كَتفي بوشاحِها الأسود ... أنوءُ بحملِهَا الثَقيل.. وأينَ ما تَميلُ أميل ..لا لكي لاتقعْ بَلْ لكي لا أقعْ .. تُحدثُنيْ أحَياناً تَهمِسُ فيْ أُذُنيْ " أُحِبُكْ " " أعشَقُكْ " " أنتَ حَبيبيْ " إلى آخرِ كَلماتِها التيْ اعْتدتُ عَليها ... كُنتُ لا أتَعجَبُ مِنها .. جُثتيْ تَحكيْ مَعي ..!! أليسَ عَجيباً وغَريباً ذلك ..؟؟ كانت تتركُ بَصَماتِها عَلى كُلِ خُطوةٍ مِنْ خَطواتي .. تُفكرُ مَعي .. وربَما قَرَرتْ عَني .. ألا كَمْ عَذبنَي وِشَاحُها الأسْود ..!! سألتها مَرة : جُثتيْ حَبيبتيْ أرجوكِ اسْلخي عَنكِ هَذا الوِشاحْ .. فإنَهُ يُثيرُ في قَلبي الجِراحْ... ألبسي غَير هَذا.. البسي الأبيضْ ألستي جُثتي ..!!ألا يلبسون "الميتَ" "الابيض ثوباً" بعد أن يُغْسَلَ في ماءٍ قِراحْ ... ذَعُرتْ وهَاجتْ ومَلأتْ أُذُنيْ صِياحْ .. كَفاك حَبيبي فإني أخَافُ لباسَ الصَباحْ .

بَينَما كُنتُ أَسير.. وكُلُ حَياتي في جثتي .. لاحتْ لي نافذةٌ مِن نُورْ .. كَأني كُنتُ اتوهَمْ ، أو أحَلمْ ، أخاطبُ قَلبي مَا هَذا ؟ نورٌ.. وفي طَريقي ..؟؟ لا ... لا يُمكنْ ! هل هو أوهام أتخَيلُهَا أمْ بَقايا ذَاكرةٍ أسْتَخطِرُهَا لا أدريْ ..كُلمَا كُنتُ أقترب كَانت النافذة تَكبُر وتَكبُر وتَكبُر ...!! حتى صرتُ على بضعِ خطواتٍ منها وعيني لا تَكادُ تُصدِقْ ..فَجأة تَذكرتُ جُثتيْ ..عَجيبٌ أمرُها جَاثمة هادئة ساكتة لا حراكَ ولا نَفسْ .. ألهي ماَ الذي يَحدث جثتي ساكتة لا كلماتْ ولا هَمساتْ ..؟ يُريبُني صَمتُها وَهيَ التَيْ تَتغذى عَلى أنفاسيْ ..تَعلقَ قلبي بخيوطِ النُورِ المُنبعثةُ مِنْ تلِكَ النَافذة

وَكأني اشعرُ أنها تُقطعُ أوصُالَ جُثتي الرَقيقة ويَديَها النَاعمتين ... تُمزقُ ذَراتُ النُورِ وشَاحَهَا الأسود .. تَخرقُ سُكونَها تُحطِمُ مَمْلكَتها .. تَزحفُ نَحوَ خَديها لتهدمَ قَلعةَ الحِصنِ المُتغطرسِ بوابته تلكَ الشامَة السَوداء أسفلَ خَدهِا الأيسر .. تَزحفُ جَحافلُ ذراتِ النُورِ اللاَهثةِ نَحوَ عَينيَها الذَابلتَين ..نَحو ظَفائرِ شَعرِها الأسودِ وجَدائِله .. آهٍ مِنْ تِلكَ الجَديلة ... وآهٍ مِنْ تلكَ الانفاسْ...لَمْ أتحمَلْ رُؤيةَ جُثتيْ وَهي تُمزقُ بَينَ يَدي وتتَلاشى ..ياربِ مَا سِرُ تِلكَ الذَراتِ النورية ولِماذا صَهرتْ جثتي وحَولتها الى فُتاتِ أوَراقٍ سوداءٍ مَصْبوغَةٍ بحُمرةٍ وبَياضْ ..؟

ذَراتُ النُورِ تُداعبُ أهدابَ عُيوني وتَدفَعُنيْ نَحوَ النَافذةِ النُوريةِ بقوة ... قَلبي يَصرخُ بلا صَوتٍ فِي أعمَاقي.. رَافضاً ذلك الاندفَاعْ.. انَها لُعبةٌ تُريدُ أن تَصنعَ مِنْ الحَياةِ مَوتاً ومِنَ المَوتِ حَياةْ ... انَها صِراعُ الليلِ والنَهار.. انها بَصماتُ الأقدَار .

بَدأتْ قِواي تَتَهالكْ .. وَضَعُفَ قَلبيْ .. عَيناي عَطشى تَرتَجي شُربةَ مَاءْ... سَاقتْني قَدمَاي المَشلولةِ نَحوَ النَافذةِ النُوريةِ الى حَيثُ مَصدرِ المَوتِ الحَيْ ..رَميتُ بنفسي مِنها الى حَيثُ أجْهل ، وخِلافَ ما نَعتادْ .. لمْ أكنْ قَدْ هَويتْ .. بَلْ كُنتُ أَرْقَى وأَرْقَى صُعُودَاً الى عِنَانِ السَماءْ .. بَعدَ دَقائِقَ عَمياءْ .. وَجْدتُ نَفسي أمَامَ ضِفافِ " البَحْر " .. أسحبُ أنَفاسي بصعوبة .. استشعِرُ بَقايَايْ .. لَمْ أُصدِقْ حَياتي بَعدَ " جثتي " ... خَطوْتُ بصعوبةٍ نَحو السَاحِلْ شَعرتُ " بذراتٍ ظَلامِيةٍ " لا زَالتْ عَالقةً بأكتافيْ تُحاولُ سَحبي الى حَيثُ مَصرعِ " جثتي " قَاومتْ .. صَرختْ .. ركَضتْ إلى حيث " العلامة " .. وكانت هناكَ " سفينة " فيها بعض " الذوات " لونُهَا .. خَشَبُها .. كُلُ مَا فيها " نيليٌ " ولافةٌ كبيرةٌ عُلقتْ على جَبينها مَكتوبٌ عَليها " عَابِرونْ " .. إن شاء الله