المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
مديرة العام | ||||
قيصر الملك | ||||
barfaki | ||||
شدن | ||||
وتمضي الايام | ||||
(( بسمة و ندم )) | ||||
الاسمراني | ||||
ظل القمر | ||||
نبض القلب | ||||
مسافر بلا عنوان |
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
القرأن
المترجم
حية الغوفر
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حية الغوفر
بسمه تعالى
حية الغوفر
لا شك أنك شاهدت هذا الثعبان من قبل، إنه ثعبان الغوفر، سنتعرف عبر هذه الحية اليوم عن لسعات الثعابين الغير سامة. نعرف أولا أن حية الغوفر لا تطلق السم وليس لها أنياب. لهذا يعتقد البعض أن الثعابين التي لا تتمتع باسم وليس لها أنياب لا يمكن أن تلسع، إلا أن هذا تفكير خاطئ تماما. الصحيح هو أنه بإمكان أي ثعبان أن يلسع إذا وجد سببا لذلك.
عادة ما تلسع الحية عدوه وتتركه على الفور، إلا أنك أحيانا ما ترى ثعابين تعض على خصمها ولا تتركه بعدها. وغالبا ما تكون هذه المسألة مجرد حادثة لا أكثر، فهي ربما عالقة، إنها الحقيقة.
تتمتع الثعابين بأسنان حادة ومنحنية ، أي أنها تميل إلى داخل فم الحية، لهذا أحيانا ما تسعى الحية للسع شخص ما، ولكن فمها يعلق في المكان الذي تعضه، ولا تستطيع الإفلات منه، مع أن الثعبان يحاول جاهدا تخليص أسنانه ولكنه لا يستطيع ذلك. ما يعني أن على المرء أن يدفع فم الثعبان لاحتواء ساعده مثلا، لتخليص أسنانه، وهكذا يمكن أن يرفعه من هناك بهدوء. ليتخلص بذلك منه ويتخلص المرء من أسنانه، وهكذا يشعر الطرفان بالارتياح.
والآن ماذا ستفعل إذا لسعك ثعبان غير سام مثل حية الغوفر؟ مبدئيا عليك أن تعامل اللسعة كأي جرح خارجي عادي، وذلك بأن تغسله جيدا بالماء والصابون، ثم تغطيه بمضاد للالتهابات. قد يتساءل البعض، لماذا أحتاج للمضاد مع أنه ليس ساما؟ والإجابة على ذلك هي أن مضاد الالتهابات لا يفعل شيئا ضد السم، ولكن السبب في استعماله هو أن لبعض الثعابين أفواه قذرة، وأنا لا أعني هنا أنها تتفوه بكلمات بذيئة، بل أعني أن في فمها الكثير من الجراثيم والأوساخ، وعندما تلسعك، وتجرحك، يمكن للجراثيم والأوساخ أن تدخل في الجرح، لهذا سوف يلتهب، ولكن إذا وضعت المضاد الحيوي، ستتخلص من هذا الاحتمال دون أن تقلق بشأنه.
وإذا نزف الجرح قليلا ضع شاشة معقمة عليه، وانس الأمر كليا. هذا كل ما يجب أن تفعله بالنسبة للثعابين العادية الغير سامة. أما إذا تعرضت للسعة ثعبان كبير مثل البوا أو الحية العاصرة، من المحتمل أن يكون الجرح بليغا، وإذا لم تتمكن من وقف النزيف ولم الجرح، من الأفضل أن تذهب إلى الطبيب، الذي سيقرر ما إذا كنت تحتاج إلى بعض القطب أو حتى إلى إبرة وقائية على اعتبار أن الجرح عميق ولا داعي للمخاطرة. لهذا إن كان لا بد من زيارة الطبيب أخذا بالاعتبار أن الجرح أكبر من أن تحتمله، من الأفضل أن تفعل ذلك. ولكن بالنسبة لغالبية لسعات الثعابين الغير سامة، ما عليك إلا أن تغسل الجرح بالماء والصابون ووضع المضاد الحيوي، ثم تغطيه بالشاش، لتكون على ما يرام.
قد يتساءل البعض، كيف لي أن أعرف ما إذا كان الثعبان الذي يلسعني سام أم لا؟ هل هناك علامة مميزة أستطيع أن أميز الحية السامة فيها عن الحية الغير سامة؟ هل يمكن أن أتعرف على بعض الفوارق؟
لسوء الحظ هناك علامتين فارقتين تجدهما لدى الثعابين السامة دون أن تجدهما لدى الثعابين الغير سامة. وهي، السم والأنياب. وهذا ما يجعلها ثعابين سامة.
ولكن كيف تتبين ذلك؟ لا يمكن أن تقترب من الثعبان، وتفتح فمه لترى إن كان فيه أنياب. لأنك حينها ستتورط في مشكلة كبيرة. لا يمكن اتباع هذه الطريقة للتأكد مما إذا كان الثعبان سام أم لا. ولا يمكن أن تعرف ما إذا كان الثعبان سام من شكل رأسه، ولا يمكن أن تعرف ذلك من شكل عيناه، حتى أنك لا يمكن أن تتأكد مما إذا كانت الحية مجلجلة، من الجرس الذي في ذيلها، على اعتبار أن ذيل المجلجلة ينقطع في كثير من الأحيان. أي أن عدم وجود الجرس على ذيلها لا يعني أنها ليست مجلجلة، بل هي مجلجلة قطع ذيلها منذ بعض الوقت.
يجب أن تتعرف إذا على نوع الثعابين السامة التي تسكن في المنطقة التي أنت فيها، فمثلا إن أردت الخروج في إجازة إلى مكان ما أو إذا أردت التعرف على أنواع الثعابين التي تعشش في الجوار.
ما عليك سوى الحصول على كتاب كهذا تماما، اسمه دليل الحقول، وهو يحتوي على صور لجميع الثعابين، ويحتوي على معلومات عن كل منها. وهكذا يمكن أن تتعرف من خلاله على نوع الثعابين التي تسكن في تلك المنطقة، المجاورة لمنزلك. الكتاب مرفق بالصور ليمكنك على التعرف عليها حين تراها، وقراءة المعلومات عنها يساعدك على جحورها ومتى تنشط. فإذا علمت أن هناك ثعبان يسكن في المستنقعات المجاورة، ولكنه لا يخرج إلا في الليل، لا تذهب إلى المستنقع في الليل، كي تتفادى الثعبان بالكامل. لهذا عليك الحصول على دليل الحقول، كي تتعرف على ملامح الثعابين، ومواصفاتها وأين تسكن وكيفية الابتعاد عنها.
لدينا في الولايات المتحدة ثلاثة مجموعات من الثعابين السامة. لدينا أولا البيت فايبر، وهي تشمل المجلجلة، ونحاسية الرأس ومائية الموكاسين.
أما المجموعة الثانية من الثعابين السامة، فهي الإيلابيد، وهي فصيلة تحتوي على ثعبان واحد يعرف بالمرجاني.
عندما تخرج من القارة الأمريكية لتصل إلى الهند أو أفريقيا وأستراليا، تجد أنواع أخرى من هذه الفصيلة مثل الكوبرا والتيتان والمامبا وثعبان النمر، والعديد العديد منها، أما في أمريكا فليس لدينا من هذه الفصيلة إلا الثعبان المرجاني.
أما المجموعة الثالثة من الثعابين السامة في أمريكا، فهي ثعابين الأنياب الخلفية، ولدينا نماذج عنها في حية الفاين وحية لاير. وهي ثعابين أنيابها في مؤخرة الفم، عادة ما تتغذى على السحالي، وقلما تسبب المشاكل للبشر. قلما تلسع شخصا ما وقلما سمعنا عنها تلسع إنسانا في مكان هنا. لهذا لن نسهب في الحديث عن ثعابين الأنياب الخلفية، لأنها في أمريكا ليست خطيرة أما في بلدان أخرى فهي تختلف تماما، مع أنها لا تسبب المشاكل هنا. لهذا سوف نركز الحديث اليوم عن لسعات الثعابين السامة من فصيلتي البيت فايبر، ومن الإلابيد.
بعد أن علمنا بأن لسعة الثعابين الغير سامة، لا تسبب مشكلة على الإطلاق، أما لسعات الثعابين السامة، فهي مسألة تختلف تماما.
=-=-=-=-=-=-=
سوف نستعمل الحية المجلجلة، للتحدث عن فصيلة البيت فايبر. نعرف أولا أن هذه الفصيلة تشتمل على ثلاثة أنواع، هي المجلجلة، ومائة موكاسين، ونحاسية الرأس. نعلم أن بين هذه الأنواع الثلاثة أمر واحد مشترك، أولا أن لجميعها ثقوب. يعني أن لكل منها ثقبين على الجانبين الأيمن والأيسر من الوجه، وهما بين العينين والأنف.
هذه الثقوب ليست أنفا مضافا أو آذان أو ما شابه ذلك، بل هو عضو لقياس الحرارة. تعتمد البيت فايبر على هذه الثقوب لعثور على الحيوانات وسط الظلام الحالك، بمجرد التقاط حرارة جسمها. وهذه مسألة دقيقة ولكنها لا تصلح إلا إذا كان الحيوان قريبا. أي أنه لن يعثر على حيوان في الجانب الآخر من ملعب كرة القدم باستخدام الثقوب، بل عليه أن يكون قريبا منه لقياسه.
الميزة الأخرى لهذه الثعابين، هي أنها تتمتع جميعا بأنياب طويلة جدا، لدرجة أنها تنطوي في سقف فمها، وبما أن أفواه الثعابين هذه كبيرة لا بد أن تكون الأنياب طويلة جدا.
أنياب جميع ثعابين فصيلة بيت فايبر مجوفة، وهي ترتبط بغدد السم عبر أنابيب. وعندما يقرر أحد هذه الثعابين أن يلسعك، يفتح فمه قدر المستطاع، حتى تبرز الأنياب المطوية في سقف فمه إلى الأمام, وتتخذ موقعا لها، ليقوم بعدها بغرزها في خصمه، أي أن الثعبان هنا لا يعض، بل يلسع بأنيابه، التي يحقن من خلالها السم. لو أن الأنياب لم تكن مطوية في أعلى الفم، لعض نفسه كلما حاول فتح فمه، لهذا لا بد من بقائها مطوية هناك، لأنها طويلة جدا ولولا ذلك لما تمكنت من إقفال فمها أيضا.
الميزة التالية، هي أن لديها رأس على شكل قوسي، كما أن حدقات عيناها عمودية شبيهة بعينا القط.
جميعنا يعرف أن بعض ثعابين هذه الفصيلة كالنحاسية والمائية، لا تتمتع بأجراس في ذيلها على غرار المجلجلة، إلا أنها جميعا تحرك ذيلها بسرعة كبيرة عندما تصاب بالتوتر أو الخوف، وهذه ردة فعل مشتركة لديها جميعا تجاه الخطر. أي أنها جميعا تنفض ذيلها، إلا أن المجلجلة وحدها التي تثير الجلبة.
لنمعن النظر قليلا في هذا المخلوق حي نتعرف على عناصر أخرى تميز البيت فايبر. أو لدى هذه الثعابين جميعا أنياب وسموم، كما أن سمها قوي بما يكفي لقتل إنسان. أي أنها ثعابين خطيرة. حتى أصغر ثعابين البيت فايبر على الإطلاق، تولد بالسم في أنيابها، كما أنها تلسع بعد ثانية من ولادتها، أي أنها خطيرة منذ الولادة.
إذا كنت تمشي في مكان ما وتتوقع أن يحميك الحذاء من لسعة ثعبان كالمجلجلة والنحاسية أو المائية، فأنت على خطأ، لأن الحذاء لن ينفعك، فأنياب هذه الثعابين تخترق حتى الحذاء العسكري، فلا تتوقع من حذاؤك أي حماية. فهو لا يكفي.
قد يتساءل البعض بالقول: يا إلهي،ماذا سأفعل إذا لسعتني المجلجلة؟ وهل ستلسعني مرة واحدة وترحل أم أنها ستكرر ذلك مرة بعد أخرى بعد أخرى؟ ولكن هل تعلم أنها من المحتمل أن تلسعك أكثر من مرة، أما إذا غادرت المكان بعد أن تلسعك، ليس من عادتها المطاردة، أو أن تمنعك من الفرار، تذكر أنها لم تفعل ذلك رغبة في التقرب منك على الإطلاق، بل يريدك أن ترحل، فإذا ما لسعتك، أول ما يجب أن تفعله هو الرحيل كي لا تلسعك من جديد.
عندما تلسع هذه الحية، تحكم سيطرتها على كمية السم الذي تدسه، إذ يمكنها أن تخفف الجرعة قليلا، كما تستطيع أن تضاعف الجرعة عدة مرات، كما يمكن أن تلسع دون تدس السم على الإطلاق، وهذا ما يسمونه باللسعة الجافة.
ولكن عدم دس السم لا يعني بالضرورة أنك لن تتألم، تذكر أن أنياب هذا الثعبان الطويلة والحادة ستغرز في الجسم. كما أن السم لن ينفذ لديه مهما كرر لسعاته، لا تعتقد أنه إن فعل ذلك مرة لن يبقى لديه المزيد من السم، بل يمكنه أن يلسع مرة بعد أخرى، ويحتفظ بمزيد من السم لديه، فهو لا ينفذ أبدا، فلديه مخزون كبير من السم.
لا أريد بذلك أن أخيف أحدا من المجلجلة، لأنها في الحقيقة تخاف من الإنسان أكثر مما يخاف هو منها، صدق أو لا تصدق.
لنفترض أن بيت فايبر صادفتك يوما مثل المجلجلة، كهذه تماما، من المحتمل أن تصرخ على الفور قائلا: يا إلهي إنها المجلجلة! تأكد أنها في المقابل سيصرخ على طريقتها أيضا: يا إلهي، هذا شاب بشع! وحينها ينطلق كل منكما في اتجاهين معاما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيدين، ولا شك أن ذلك في صالحكما معا.
أي أن ما يحدث هنا هو أنك إذا ابتعدت عن الثعبان سيبتعد عنك هو بدوره، وسيكون كل منكما على ما يرام.
أما إذا تعرضت للسعة البيت فايبر فأنت في وضع خطير جدا، لأنه يدس سما يلقبونه علميا إيموتوما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيديك، وهون يهاجم الكريات الحمر، وإذا دمرت الكريات الحر، يموت المرء على الفور. إنه سم خطير.
لسعة الثعبان هذه ليست خطيرة فحسب بل هي مؤلمة، قد يشعر المرء وكأن لهبا يشتعل في أرجاء جسمه دون توقف. كما أن مكانه يتورم حالا، فإذا لسع المرء في إصبعه ينتفخ حتى يصبح بحجم رسغه، كما يغلب اللون الشاحب على الجلد، وكأنه تعرض لحرق عميق. أي أن لسعة أي من ثعابين فصيلة البيت فايبر هي خطيرة ومؤلمة جدا.
=-=-=-=-=-=-=
جئت إليكم بثعبان ألبينو كوبرا لنتعرف من خلاله على فصيلة إلابيد من الثعابين السامة.
ربما يتذكر البعض بأني تحدثت عن وجود حيوان واحد من هذه الفصيلة هنا في أمريكا، وهي الحية المرجانية. هناك فارق كبير بين فصيلتي البيت فايبر والإيلابيد. أولا أن ليس لجميع أنواع الإيلابيد سواء الكوبرا أو المرجانية، ليس لها ثقوب، كما هو حال ثعابين البيت فايبر. ليس لديها عضو يتحسس السخونة. يكمن الفارق الآخر بينها في الأنياب. فأنياب الكوبرا والمرجانية وثعابين الإيلابيد الأخرى تسمى بأنياب ثابتة، أي أنها ليست معلقة أو مطوية في سقف الفم، كما أنها قصيرة جدا. وحتى للكوبرا الهائلة الحجم، أنياب قصيرة، وإلا لعضت نفسها عندما تقفل فمها، وما كان هذا ليسرها أبدا.
الفارق الآخر بين فصيلتي الإيلابيد والبيت فايبر، هو أن الأولى لا تتمتع برأس قوسي الشكل كالثانية، بل هو استمرارية لعنقها.
وإذا نظرت في عيناها سترى أن حلقتي عيناها مستديرتان كعيون البشر، أي أنها لا تشبه عينا القط كثعابين فصيلة البيت فايبر.
كما أنها لا تهز ذيلها كثيرا، قد تفعل ذلك أحيانا عندما ينتابها الغضب، ولكن ذلك لا يميزها كثعابين إيلابيد، كما هو الحال بالنسبة للبيت فايبر.
لنفترض أن أحد ثعابين الإيلابيد مثل الكوبرا أو المرجانية لسعتك، ستكون بوضع خطير جدا. لا شك أن سمها يختلف عن ثعابين البيت فايبر، إذ يطلقون عليه نيوروتوما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيديك، لأنه يهاجم الأعصاب، أي أنها إذا لسعت في الساق ستعطل الأعصاب فيها وتعطبها، كي لا تتحرك أبدا. إذا لسعت في الصدر، ستضرب أعصاب القلب والرئتين، ماذا سيحدث بعدها، سيتوقف القلب عن الخفقان، وتتوقف الرئتان عن التنفس، ما يؤدي إلى الموت.
صحيح أنه نوع مختلف من السم ولكنه سم خطير جدا. كما أن سم هذه الثعابين لا يسبب الكثير من الألم كما هو الحال مع البيت فايبر التي تسبب آلام حادة جدا. لأن السم يهاجم الأعصاب، لا يشعر المرء بكثير من الألم.
كما لا تشهد الكثير من التورم، ولا يتعرض الجلد إلى حالة من الشحوب والالتهاب وكأنه تعرض لحروق عميقة، كما يحدث في لسعات البيت فايبر.
أي أن ردة الفعل هنا تجاه السم تختلف بين لسعة الثعابين من كلا الفصيلتين.
ولكن دعني أعطيك فكرة عن قوة هذا السم. سأعطي مثال على ذلك، وهو أن قطرة واحدة من سم الكوبرا الملكية، كفيلة بقتل خمس وعشرين إنسان راشد! لا شك أنه سم قوي.
كما أنه الكائن الوحيد بعد الإنسان، القادر على قتل ذكر فيل كبير الحجم. وذلك بفضل قوة سمه. ما على الكوبرا الملكية التي يصل طولها إلى ستة عشر قدم، ما عليها إلا أن تلسع الفيل في المكان المناسب، إذ لا يمكن أن تغرس أنيابها القصيرة إلا بين مخالبها وقدمه، كما يمكن أن تنال منه بلسعة في أقصى نقطة في الخرطوم، وإلا فإن جلده سميك جدا لا يمكن لأنيابها أن تعبره. أما إذا أصبت طرف الخرطوم، أو تلك المنطقة خلف مخلبه، يمكن أن تقضي على ذكر الفيل الهائل، ذلك أنها تتمتع بسم قوي جدا.
والآن سأخذ الكوبرا بعيدا، وأتركها تتجول في أرجاء عالم الزواحف. لأقوم بعد ذلك فورا، بإحضار بعض الأشياء التي أريدك أن تراها. لأني أريد أن أتحدث قليلا عن سبل علاج لسعات الثعابين. وسنسب الحديث عن الإسعافات المنزلية التي عادة ما يلجأ إليها الناس عندما تلسعهم الثعابين .
=-=-=-=-=
سنتعرف الآن على الإسعافات المنزلية التي يستعملها الناس منذ آلاف الاتقي الله ن لمعالجة لسعات الثعابين. لا شك أن الكحول هو من سبل العلاج القديمة، كان الناس يعتقدون خطأ أن تجرعه يمكن أن يحرق السم الذي في الجسد، وقد تبين أنه لا يفعل ذلك على الإطلاق، بل يتولى نشر السم في أرجاء الجسم بسرعة أكبر، ما يجعل الكحول علاجا منزليا خطيرا يزيد المشكلة تفاقما، لا ينصح به أبدا.
يلجأ البعض لاستعمال الخل، الذي يصبونه على الجرح اعتقادا منهم بأنه يفتك بالسم، ولكن هذه الوسيلة لا تصلح أيضا. حتى أن البعض فكر بشيء بسيط كالملح، على اعتبار أن رش القليل منه على الجرح، ليحلل السم بالكامل، إلى أن تبين أن لا جدوى من هذه الوصفة أيضا.
كما اعتقد الكثيرون لفترة طويلة، أنه يمكن مضغ التبغ لبعض الوقت، ثم وضعه مباشرة على الجرح، ظنا منهم بأن ذلك سيمتص السم مباشرة ويسحبه من الشرايين. ولكن هذه الوصفة لم تعط أي نتيجة.
ثم لجأ الناس إلى طرق إبداعية أخرى، وهي مدهشة فعلا، كان البعض يدعو للحصول على دجاجة ميتة، لوضعها على الجرح، كي تتولى امتصاص السم. ألا ترى في ذلك بعض الغرابة فعلا؟ والأسوأ من ذلك أن البعض كان يعتقد أن وضع ضفدعة ميتة، على جرح اللسعة، سيفي بامتصاص السم. ولكن لا، لم يجد ذلك نفعا، مع أنه مثير للسخرية.
أي أن لدينا الكثير من الإسعافات المنزلية التي لم تصلح إطلاقا، كما أن بعضها كان بالغ الخطورة. بعد ذلك انتقل الناس إلى ما يعرف بالإسعافات الأولية. من بين هذه الإسعافات، أنك إذا تعرضت للسعة سامة في يدك، عليك أن تأتي بقطعة حبل تربطها عند الرسغ كي تقطع سيل الدم. علما أنك إذا منعت تفق الدم لفترة طويلة، ستشل اليد، أي أن هذا لن يخرج السم، أي أن أحدا لا ينصح اليوم باتباع هذه الإسعافات بعد الآن، على اعتبار أنها لا تحول دون انتشار السم في أرجاء الجسم، ما يعني أن هذا لن يغير في الأمر شيئا.
ولا شك أن أحد الإسعافات الأولية القديمة والشهيرة، هو الإمساك بالسكين القديم والحاد، كي تجرح به منطقة لسعة الثعبان، لتمتص بعدها السم من هناك. قد يصلح ذلك لبعض الأفلام، أما في الواقع، فإن هذا لن يخرج أي سم الإطلاق، كل ما تفعله في ذلك هو إضافة بعض الجروح بالسكين، أي أنك لن تخرج الكثير من السم عبر هذه الطريقة ، بحيث تغير في الأمر شيئا. وهكذا لا داعي إلى اللجوء لأي من هذه الإسعافات الأولية أيضا. كل ما يجب أن تفعله في حال لسعتك حية سامة، هو الحفاظ على الهدوء التام، وإذا كان معك شخص ما من الأفضل أن تعتمد عليه في الذهاب إلى المستشفى بأسرع ما يمكن. عندما تصل إلى غرفة الطوارئ سيكشف عليك الطبيب ويعتمد على مضاد للسم هو الأنتي فينوم، إنه الدواء الكفيل بالقضاء على السم في الجسم، بل هو الدواء الوحيد الذي يمكن أن يساعدك إذا ما تعرضت للسعة ثعبان سام.
وهكذا إذا تعرضت للسع، اهدأ تماما واذهب إلى المستشفى ودع الطبيب يتولى علاج هذه المشكلة، لا داعي لأن تحاول معالجة الأمر بنفسك.
آمل أن تكون قد تعلمت الكثير عن لسعات الثعابين، وأن تعلم أن لسعات الثعابين الغير سامة تعالج بالماء والصابون وبعض المضادات الحيوية، وبعض الشاش إذا أردت، وأنسى الأمر. أما الثعابين السامة فهي أشد خطورة بكثير ، لهذا لا بد من الطبيب، ومن مضاد للسم، هو الأنتي فينوم.
حية الغوفر
لا شك أنك شاهدت هذا الثعبان من قبل، إنه ثعبان الغوفر، سنتعرف عبر هذه الحية اليوم عن لسعات الثعابين الغير سامة. نعرف أولا أن حية الغوفر لا تطلق السم وليس لها أنياب. لهذا يعتقد البعض أن الثعابين التي لا تتمتع باسم وليس لها أنياب لا يمكن أن تلسع، إلا أن هذا تفكير خاطئ تماما. الصحيح هو أنه بإمكان أي ثعبان أن يلسع إذا وجد سببا لذلك.
عادة ما تلسع الحية عدوه وتتركه على الفور، إلا أنك أحيانا ما ترى ثعابين تعض على خصمها ولا تتركه بعدها. وغالبا ما تكون هذه المسألة مجرد حادثة لا أكثر، فهي ربما عالقة، إنها الحقيقة.
تتمتع الثعابين بأسنان حادة ومنحنية ، أي أنها تميل إلى داخل فم الحية، لهذا أحيانا ما تسعى الحية للسع شخص ما، ولكن فمها يعلق في المكان الذي تعضه، ولا تستطيع الإفلات منه، مع أن الثعبان يحاول جاهدا تخليص أسنانه ولكنه لا يستطيع ذلك. ما يعني أن على المرء أن يدفع فم الثعبان لاحتواء ساعده مثلا، لتخليص أسنانه، وهكذا يمكن أن يرفعه من هناك بهدوء. ليتخلص بذلك منه ويتخلص المرء من أسنانه، وهكذا يشعر الطرفان بالارتياح.
والآن ماذا ستفعل إذا لسعك ثعبان غير سام مثل حية الغوفر؟ مبدئيا عليك أن تعامل اللسعة كأي جرح خارجي عادي، وذلك بأن تغسله جيدا بالماء والصابون، ثم تغطيه بمضاد للالتهابات. قد يتساءل البعض، لماذا أحتاج للمضاد مع أنه ليس ساما؟ والإجابة على ذلك هي أن مضاد الالتهابات لا يفعل شيئا ضد السم، ولكن السبب في استعماله هو أن لبعض الثعابين أفواه قذرة، وأنا لا أعني هنا أنها تتفوه بكلمات بذيئة، بل أعني أن في فمها الكثير من الجراثيم والأوساخ، وعندما تلسعك، وتجرحك، يمكن للجراثيم والأوساخ أن تدخل في الجرح، لهذا سوف يلتهب، ولكن إذا وضعت المضاد الحيوي، ستتخلص من هذا الاحتمال دون أن تقلق بشأنه.
وإذا نزف الجرح قليلا ضع شاشة معقمة عليه، وانس الأمر كليا. هذا كل ما يجب أن تفعله بالنسبة للثعابين العادية الغير سامة. أما إذا تعرضت للسعة ثعبان كبير مثل البوا أو الحية العاصرة، من المحتمل أن يكون الجرح بليغا، وإذا لم تتمكن من وقف النزيف ولم الجرح، من الأفضل أن تذهب إلى الطبيب، الذي سيقرر ما إذا كنت تحتاج إلى بعض القطب أو حتى إلى إبرة وقائية على اعتبار أن الجرح عميق ولا داعي للمخاطرة. لهذا إن كان لا بد من زيارة الطبيب أخذا بالاعتبار أن الجرح أكبر من أن تحتمله، من الأفضل أن تفعل ذلك. ولكن بالنسبة لغالبية لسعات الثعابين الغير سامة، ما عليك إلا أن تغسل الجرح بالماء والصابون ووضع المضاد الحيوي، ثم تغطيه بالشاش، لتكون على ما يرام.
قد يتساءل البعض، كيف لي أن أعرف ما إذا كان الثعبان الذي يلسعني سام أم لا؟ هل هناك علامة مميزة أستطيع أن أميز الحية السامة فيها عن الحية الغير سامة؟ هل يمكن أن أتعرف على بعض الفوارق؟
لسوء الحظ هناك علامتين فارقتين تجدهما لدى الثعابين السامة دون أن تجدهما لدى الثعابين الغير سامة. وهي، السم والأنياب. وهذا ما يجعلها ثعابين سامة.
ولكن كيف تتبين ذلك؟ لا يمكن أن تقترب من الثعبان، وتفتح فمه لترى إن كان فيه أنياب. لأنك حينها ستتورط في مشكلة كبيرة. لا يمكن اتباع هذه الطريقة للتأكد مما إذا كان الثعبان سام أم لا. ولا يمكن أن تعرف ما إذا كان الثعبان سام من شكل رأسه، ولا يمكن أن تعرف ذلك من شكل عيناه، حتى أنك لا يمكن أن تتأكد مما إذا كانت الحية مجلجلة، من الجرس الذي في ذيلها، على اعتبار أن ذيل المجلجلة ينقطع في كثير من الأحيان. أي أن عدم وجود الجرس على ذيلها لا يعني أنها ليست مجلجلة، بل هي مجلجلة قطع ذيلها منذ بعض الوقت.
يجب أن تتعرف إذا على نوع الثعابين السامة التي تسكن في المنطقة التي أنت فيها، فمثلا إن أردت الخروج في إجازة إلى مكان ما أو إذا أردت التعرف على أنواع الثعابين التي تعشش في الجوار.
ما عليك سوى الحصول على كتاب كهذا تماما، اسمه دليل الحقول، وهو يحتوي على صور لجميع الثعابين، ويحتوي على معلومات عن كل منها. وهكذا يمكن أن تتعرف من خلاله على نوع الثعابين التي تسكن في تلك المنطقة، المجاورة لمنزلك. الكتاب مرفق بالصور ليمكنك على التعرف عليها حين تراها، وقراءة المعلومات عنها يساعدك على جحورها ومتى تنشط. فإذا علمت أن هناك ثعبان يسكن في المستنقعات المجاورة، ولكنه لا يخرج إلا في الليل، لا تذهب إلى المستنقع في الليل، كي تتفادى الثعبان بالكامل. لهذا عليك الحصول على دليل الحقول، كي تتعرف على ملامح الثعابين، ومواصفاتها وأين تسكن وكيفية الابتعاد عنها.
لدينا في الولايات المتحدة ثلاثة مجموعات من الثعابين السامة. لدينا أولا البيت فايبر، وهي تشمل المجلجلة، ونحاسية الرأس ومائية الموكاسين.
أما المجموعة الثانية من الثعابين السامة، فهي الإيلابيد، وهي فصيلة تحتوي على ثعبان واحد يعرف بالمرجاني.
عندما تخرج من القارة الأمريكية لتصل إلى الهند أو أفريقيا وأستراليا، تجد أنواع أخرى من هذه الفصيلة مثل الكوبرا والتيتان والمامبا وثعبان النمر، والعديد العديد منها، أما في أمريكا فليس لدينا من هذه الفصيلة إلا الثعبان المرجاني.
أما المجموعة الثالثة من الثعابين السامة في أمريكا، فهي ثعابين الأنياب الخلفية، ولدينا نماذج عنها في حية الفاين وحية لاير. وهي ثعابين أنيابها في مؤخرة الفم، عادة ما تتغذى على السحالي، وقلما تسبب المشاكل للبشر. قلما تلسع شخصا ما وقلما سمعنا عنها تلسع إنسانا في مكان هنا. لهذا لن نسهب في الحديث عن ثعابين الأنياب الخلفية، لأنها في أمريكا ليست خطيرة أما في بلدان أخرى فهي تختلف تماما، مع أنها لا تسبب المشاكل هنا. لهذا سوف نركز الحديث اليوم عن لسعات الثعابين السامة من فصيلتي البيت فايبر، ومن الإلابيد.
بعد أن علمنا بأن لسعة الثعابين الغير سامة، لا تسبب مشكلة على الإطلاق، أما لسعات الثعابين السامة، فهي مسألة تختلف تماما.
=-=-=-=-=-=-=
سوف نستعمل الحية المجلجلة، للتحدث عن فصيلة البيت فايبر. نعرف أولا أن هذه الفصيلة تشتمل على ثلاثة أنواع، هي المجلجلة، ومائة موكاسين، ونحاسية الرأس. نعلم أن بين هذه الأنواع الثلاثة أمر واحد مشترك، أولا أن لجميعها ثقوب. يعني أن لكل منها ثقبين على الجانبين الأيمن والأيسر من الوجه، وهما بين العينين والأنف.
هذه الثقوب ليست أنفا مضافا أو آذان أو ما شابه ذلك، بل هو عضو لقياس الحرارة. تعتمد البيت فايبر على هذه الثقوب لعثور على الحيوانات وسط الظلام الحالك، بمجرد التقاط حرارة جسمها. وهذه مسألة دقيقة ولكنها لا تصلح إلا إذا كان الحيوان قريبا. أي أنه لن يعثر على حيوان في الجانب الآخر من ملعب كرة القدم باستخدام الثقوب، بل عليه أن يكون قريبا منه لقياسه.
الميزة الأخرى لهذه الثعابين، هي أنها تتمتع جميعا بأنياب طويلة جدا، لدرجة أنها تنطوي في سقف فمها، وبما أن أفواه الثعابين هذه كبيرة لا بد أن تكون الأنياب طويلة جدا.
أنياب جميع ثعابين فصيلة بيت فايبر مجوفة، وهي ترتبط بغدد السم عبر أنابيب. وعندما يقرر أحد هذه الثعابين أن يلسعك، يفتح فمه قدر المستطاع، حتى تبرز الأنياب المطوية في سقف فمه إلى الأمام, وتتخذ موقعا لها، ليقوم بعدها بغرزها في خصمه، أي أن الثعبان هنا لا يعض، بل يلسع بأنيابه، التي يحقن من خلالها السم. لو أن الأنياب لم تكن مطوية في أعلى الفم، لعض نفسه كلما حاول فتح فمه، لهذا لا بد من بقائها مطوية هناك، لأنها طويلة جدا ولولا ذلك لما تمكنت من إقفال فمها أيضا.
الميزة التالية، هي أن لديها رأس على شكل قوسي، كما أن حدقات عيناها عمودية شبيهة بعينا القط.
جميعنا يعرف أن بعض ثعابين هذه الفصيلة كالنحاسية والمائية، لا تتمتع بأجراس في ذيلها على غرار المجلجلة، إلا أنها جميعا تحرك ذيلها بسرعة كبيرة عندما تصاب بالتوتر أو الخوف، وهذه ردة فعل مشتركة لديها جميعا تجاه الخطر. أي أنها جميعا تنفض ذيلها، إلا أن المجلجلة وحدها التي تثير الجلبة.
لنمعن النظر قليلا في هذا المخلوق حي نتعرف على عناصر أخرى تميز البيت فايبر. أو لدى هذه الثعابين جميعا أنياب وسموم، كما أن سمها قوي بما يكفي لقتل إنسان. أي أنها ثعابين خطيرة. حتى أصغر ثعابين البيت فايبر على الإطلاق، تولد بالسم في أنيابها، كما أنها تلسع بعد ثانية من ولادتها، أي أنها خطيرة منذ الولادة.
إذا كنت تمشي في مكان ما وتتوقع أن يحميك الحذاء من لسعة ثعبان كالمجلجلة والنحاسية أو المائية، فأنت على خطأ، لأن الحذاء لن ينفعك، فأنياب هذه الثعابين تخترق حتى الحذاء العسكري، فلا تتوقع من حذاؤك أي حماية. فهو لا يكفي.
قد يتساءل البعض بالقول: يا إلهي،ماذا سأفعل إذا لسعتني المجلجلة؟ وهل ستلسعني مرة واحدة وترحل أم أنها ستكرر ذلك مرة بعد أخرى بعد أخرى؟ ولكن هل تعلم أنها من المحتمل أن تلسعك أكثر من مرة، أما إذا غادرت المكان بعد أن تلسعك، ليس من عادتها المطاردة، أو أن تمنعك من الفرار، تذكر أنها لم تفعل ذلك رغبة في التقرب منك على الإطلاق، بل يريدك أن ترحل، فإذا ما لسعتك، أول ما يجب أن تفعله هو الرحيل كي لا تلسعك من جديد.
عندما تلسع هذه الحية، تحكم سيطرتها على كمية السم الذي تدسه، إذ يمكنها أن تخفف الجرعة قليلا، كما تستطيع أن تضاعف الجرعة عدة مرات، كما يمكن أن تلسع دون تدس السم على الإطلاق، وهذا ما يسمونه باللسعة الجافة.
ولكن عدم دس السم لا يعني بالضرورة أنك لن تتألم، تذكر أن أنياب هذا الثعبان الطويلة والحادة ستغرز في الجسم. كما أن السم لن ينفذ لديه مهما كرر لسعاته، لا تعتقد أنه إن فعل ذلك مرة لن يبقى لديه المزيد من السم، بل يمكنه أن يلسع مرة بعد أخرى، ويحتفظ بمزيد من السم لديه، فهو لا ينفذ أبدا، فلديه مخزون كبير من السم.
لا أريد بذلك أن أخيف أحدا من المجلجلة، لأنها في الحقيقة تخاف من الإنسان أكثر مما يخاف هو منها، صدق أو لا تصدق.
لنفترض أن بيت فايبر صادفتك يوما مثل المجلجلة، كهذه تماما، من المحتمل أن تصرخ على الفور قائلا: يا إلهي إنها المجلجلة! تأكد أنها في المقابل سيصرخ على طريقتها أيضا: يا إلهي، هذا شاب بشع! وحينها ينطلق كل منكما في اتجاهين معاما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيدين، ولا شك أن ذلك في صالحكما معا.
أي أن ما يحدث هنا هو أنك إذا ابتعدت عن الثعبان سيبتعد عنك هو بدوره، وسيكون كل منكما على ما يرام.
أما إذا تعرضت للسعة البيت فايبر فأنت في وضع خطير جدا، لأنه يدس سما يلقبونه علميا إيموتوما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيديك، وهون يهاجم الكريات الحمر، وإذا دمرت الكريات الحر، يموت المرء على الفور. إنه سم خطير.
لسعة الثعبان هذه ليست خطيرة فحسب بل هي مؤلمة، قد يشعر المرء وكأن لهبا يشتعل في أرجاء جسمه دون توقف. كما أن مكانه يتورم حالا، فإذا لسع المرء في إصبعه ينتفخ حتى يصبح بحجم رسغه، كما يغلب اللون الشاحب على الجلد، وكأنه تعرض لحرق عميق. أي أن لسعة أي من ثعابين فصيلة البيت فايبر هي خطيرة ومؤلمة جدا.
=-=-=-=-=-=-=
جئت إليكم بثعبان ألبينو كوبرا لنتعرف من خلاله على فصيلة إلابيد من الثعابين السامة.
ربما يتذكر البعض بأني تحدثت عن وجود حيوان واحد من هذه الفصيلة هنا في أمريكا، وهي الحية المرجانية. هناك فارق كبير بين فصيلتي البيت فايبر والإيلابيد. أولا أن ليس لجميع أنواع الإيلابيد سواء الكوبرا أو المرجانية، ليس لها ثقوب، كما هو حال ثعابين البيت فايبر. ليس لديها عضو يتحسس السخونة. يكمن الفارق الآخر بينها في الأنياب. فأنياب الكوبرا والمرجانية وثعابين الإيلابيد الأخرى تسمى بأنياب ثابتة، أي أنها ليست معلقة أو مطوية في سقف الفم، كما أنها قصيرة جدا. وحتى للكوبرا الهائلة الحجم، أنياب قصيرة، وإلا لعضت نفسها عندما تقفل فمها، وما كان هذا ليسرها أبدا.
الفارق الآخر بين فصيلتي الإيلابيد والبيت فايبر، هو أن الأولى لا تتمتع برأس قوسي الشكل كالثانية، بل هو استمرارية لعنقها.
وإذا نظرت في عيناها سترى أن حلقتي عيناها مستديرتان كعيون البشر، أي أنها لا تشبه عينا القط كثعابين فصيلة البيت فايبر.
كما أنها لا تهز ذيلها كثيرا، قد تفعل ذلك أحيانا عندما ينتابها الغضب، ولكن ذلك لا يميزها كثعابين إيلابيد، كما هو الحال بالنسبة للبيت فايبر.
لنفترض أن أحد ثعابين الإيلابيد مثل الكوبرا أو المرجانية لسعتك، ستكون بوضع خطير جدا. لا شك أن سمها يختلف عن ثعابين البيت فايبر، إذ يطلقون عليه نيوروتوما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيديك، لأنه يهاجم الأعصاب، أي أنها إذا لسعت في الساق ستعطل الأعصاب فيها وتعطبها، كي لا تتحرك أبدا. إذا لسعت في الصدر، ستضرب أعصاب القلب والرئتين، ماذا سيحدث بعدها، سيتوقف القلب عن الخفقان، وتتوقف الرئتان عن التنفس، ما يؤدي إلى الموت.
صحيح أنه نوع مختلف من السم ولكنه سم خطير جدا. كما أن سم هذه الثعابين لا يسبب الكثير من الألم كما هو الحال مع البيت فايبر التي تسبب آلام حادة جدا. لأن السم يهاجم الأعصاب، لا يشعر المرء بكثير من الألم.
كما لا تشهد الكثير من التورم، ولا يتعرض الجلد إلى حالة من الشحوب والالتهاب وكأنه تعرض لحروق عميقة، كما يحدث في لسعات البيت فايبر.
أي أن ردة الفعل هنا تجاه السم تختلف بين لسعة الثعابين من كلا الفصيلتين.
ولكن دعني أعطيك فكرة عن قوة هذا السم. سأعطي مثال على ذلك، وهو أن قطرة واحدة من سم الكوبرا الملكية، كفيلة بقتل خمس وعشرين إنسان راشد! لا شك أنه سم قوي.
كما أنه الكائن الوحيد بعد الإنسان، القادر على قتل ذكر فيل كبير الحجم. وذلك بفضل قوة سمه. ما على الكوبرا الملكية التي يصل طولها إلى ستة عشر قدم، ما عليها إلا أن تلسع الفيل في المكان المناسب، إذ لا يمكن أن تغرس أنيابها القصيرة إلا بين مخالبها وقدمه، كما يمكن أن تنال منه بلسعة في أقصى نقطة في الخرطوم، وإلا فإن جلده سميك جدا لا يمكن لأنيابها أن تعبره. أما إذا أصبت طرف الخرطوم، أو تلك المنطقة خلف مخلبه، يمكن أن تقضي على ذكر الفيل الهائل، ذلك أنها تتمتع بسم قوي جدا.
والآن سأخذ الكوبرا بعيدا، وأتركها تتجول في أرجاء عالم الزواحف. لأقوم بعد ذلك فورا، بإحضار بعض الأشياء التي أريدك أن تراها. لأني أريد أن أتحدث قليلا عن سبل علاج لسعات الثعابين. وسنسب الحديث عن الإسعافات المنزلية التي عادة ما يلجأ إليها الناس عندما تلسعهم الثعابين .
=-=-=-=-=
سنتعرف الآن على الإسعافات المنزلية التي يستعملها الناس منذ آلاف الاتقي الله ن لمعالجة لسعات الثعابين. لا شك أن الكحول هو من سبل العلاج القديمة، كان الناس يعتقدون خطأ أن تجرعه يمكن أن يحرق السم الذي في الجسد، وقد تبين أنه لا يفعل ذلك على الإطلاق، بل يتولى نشر السم في أرجاء الجسم بسرعة أكبر، ما يجعل الكحول علاجا منزليا خطيرا يزيد المشكلة تفاقما، لا ينصح به أبدا.
يلجأ البعض لاستعمال الخل، الذي يصبونه على الجرح اعتقادا منهم بأنه يفتك بالسم، ولكن هذه الوسيلة لا تصلح أيضا. حتى أن البعض فكر بشيء بسيط كالملح، على اعتبار أن رش القليل منه على الجرح، ليحلل السم بالكامل، إلى أن تبين أن لا جدوى من هذه الوصفة أيضا.
كما اعتقد الكثيرون لفترة طويلة، أنه يمكن مضغ التبغ لبعض الوقت، ثم وضعه مباشرة على الجرح، ظنا منهم بأن ذلك سيمتص السم مباشرة ويسحبه من الشرايين. ولكن هذه الوصفة لم تعط أي نتيجة.
ثم لجأ الناس إلى طرق إبداعية أخرى، وهي مدهشة فعلا، كان البعض يدعو للحصول على دجاجة ميتة، لوضعها على الجرح، كي تتولى امتصاص السم. ألا ترى في ذلك بعض الغرابة فعلا؟ والأسوأ من ذلك أن البعض كان يعتقد أن وضع ضفدعة ميتة، على جرح اللسعة، سيفي بامتصاص السم. ولكن لا، لم يجد ذلك نفعا، مع أنه مثير للسخرية.
أي أن لدينا الكثير من الإسعافات المنزلية التي لم تصلح إطلاقا، كما أن بعضها كان بالغ الخطورة. بعد ذلك انتقل الناس إلى ما يعرف بالإسعافات الأولية. من بين هذه الإسعافات، أنك إذا تعرضت للسعة سامة في يدك، عليك أن تأتي بقطعة حبل تربطها عند الرسغ كي تقطع سيل الدم. علما أنك إذا منعت تفق الدم لفترة طويلة، ستشل اليد، أي أن هذا لن يخرج السم، أي أن أحدا لا ينصح اليوم باتباع هذه الإسعافات بعد الآن، على اعتبار أنها لا تحول دون انتشار السم في أرجاء الجسم، ما يعني أن هذا لن يغير في الأمر شيئا.
ولا شك أن أحد الإسعافات الأولية القديمة والشهيرة، هو الإمساك بالسكين القديم والحاد، كي تجرح به منطقة لسعة الثعبان، لتمتص بعدها السم من هناك. قد يصلح ذلك لبعض الأفلام، أما في الواقع، فإن هذا لن يخرج أي سم الإطلاق، كل ما تفعله في ذلك هو إضافة بعض الجروح بالسكين، أي أنك لن تخرج الكثير من السم عبر هذه الطريقة ، بحيث تغير في الأمر شيئا. وهكذا لا داعي إلى اللجوء لأي من هذه الإسعافات الأولية أيضا. كل ما يجب أن تفعله في حال لسعتك حية سامة، هو الحفاظ على الهدوء التام، وإذا كان معك شخص ما من الأفضل أن تعتمد عليه في الذهاب إلى المستشفى بأسرع ما يمكن. عندما تصل إلى غرفة الطوارئ سيكشف عليك الطبيب ويعتمد على مضاد للسم هو الأنتي فينوم، إنه الدواء الكفيل بالقضاء على السم في الجسم، بل هو الدواء الوحيد الذي يمكن أن يساعدك إذا ما تعرضت للسعة ثعبان سام.
وهكذا إذا تعرضت للسع، اهدأ تماما واذهب إلى المستشفى ودع الطبيب يتولى علاج هذه المشكلة، لا داعي لأن تحاول معالجة الأمر بنفسك.
آمل أن تكون قد تعلمت الكثير عن لسعات الثعابين، وأن تعلم أن لسعات الثعابين الغير سامة تعالج بالماء والصابون وبعض المضادات الحيوية، وبعض الشاش إذا أردت، وأنسى الأمر. أما الثعابين السامة فهي أشد خطورة بكثير ، لهذا لا بد من الطبيب، ومن مضاد للسم، هو الأنتي فينوم.
وتمضي الايام- مشرف
- دولة :
الابراج :
عدد المساهمات : 213
السٌّمعَة : 15
تاريخ الميلاد : 18/10/1987
تاريخ التسجيل : 22/11/2009
العمر : 37
العمل/الترفيه : كرة قدم
المزاج : جيد جداً
رد: حية الغوفر
يسلمووووووو عاشت ايدك على الموضوع الرائع
مع تحياتي الك
تقبل مروري
مع تحياتي الك
تقبل مروري
شدن- مشرفة عام على منتديات ومراقبة المواضيع
- دولة : العراق
عدد المساهمات : 386
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 29/07/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء مايو 24, 2011 1:34 am من طرف وتمضي الايام
» كيف تعرف ارقام صفحة اجزاء القران
الثلاثاء مايو 24, 2011 1:23 am من طرف وتمضي الايام
» طفل يصارع من اجل الحياة
الإثنين مايو 23, 2011 6:55 pm من طرف وتمضي الايام
» شوربة البصل بالبازلاء
الإثنين مايو 23, 2011 6:25 pm من طرف وتمضي الايام
» اذا انت ذكي او انتي ذكيه ادخلو شو فو ني شطارتكم
الأربعاء أبريل 13, 2011 2:33 am من طرف مسافر بلا عنوان
» امي ثم امي ثم امي
السبت مارس 19, 2011 11:49 pm من طرف نبض القلب
» ازياء كو ردية
السبت مارس 19, 2011 1:27 am من طرف ciwan
» أجمل _ أروع _ أحن _ أقرب _ أطول _ أصعب _ أحزن _ أسوء _ أشد ..
السبت مارس 19, 2011 1:23 am من طرف ciwan
» استمارة حصول اجازة السوق
الخميس فبراير 10, 2011 7:01 pm من طرف مسافر بلا عنوان