تهيؤوا فقد جاءكم شهر القرآن

من طرف **نبض القلب** الأحد أغسطس 01, 2010 1:32 am

اعتاد الزعماء إذا رغب مسؤول كبير في زيارتهم أن يستعدوا لاستقباله بما يليق به من حفاوة وتكريم، كما اعتاد الطلبة قبل الامتحانات أن يتهيؤوا لها بما تقتضي من اجتهاد؛ كما أن أية أسرة لها مسافر عزيز عليها إذا حان موعد قدومه أن يُعِدُّوا له ما يسعده زمن إقامته بينهم ؛ وها نحن - المسلمين - سيهل علينا هلال ضيف كريم، وهو شهر رمضان المبارك فماذا علينا تجاه هذا الشهر العظيم ونحن في شعبان؟

شهر شعبان من الشهور التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام فيها، وقد أثر عنه أنه علل ذلك بأن الناس يغفلون عن هذا الشهر؛ لأنه يقع بين شهرين من الأشهر الحرم: بين رجب ورمضان؛ ثم أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن الأعمال ترفع إلى الله في هذا الشهر؛ فأحب أن يرفع عمله وهو صائم . أفلا يدل هذا على منزلة الصيام عند الله تعالى؛ وإلا فلماذا لم يكثر من فضائل الأعمال الأخرى، وما أكثرها!

أحبتي في الله، إن من أحب شخصا ما؛ فإنه يعمل بعمله ما استطاع، ولذلك من وجد القوة من نفسه أن يستعد لشهر الصوم بأن يكثر من الصيام في شهر شعبان. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم" رواه النسائي وصححه الألباني.

أيها الراغبون في التوبة والرجوع إلى الله تعالى ينبغي أن تنتهزوا وقت هذا الشهر، وتعزموا النية الصادقة، ولترفعوا شعار تعجيل التوبة خير من تسويفها؛ إذ الأعمار بيد الخالق فلا تدري نفس إن كانت ممسية أن تصبح؛ ولا إن كانت مصبحة أن تمسي ثم لتكن توبة صادقة نصوحا؛ والله تعالى يفرح بتوبة عبده ((إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)) سورة البقرة، والله أفرح بتوبته عبده من رجل أضاع راحلته بأرض فلاة وعليها طعامه وشرابه؛ وقد يئس منها؛ ولما نام تحت الشجرة ينتظر الموت ثم فتح عينيه، فرآها قائمة عنده فقال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك،أخطأ من شدة الفرح" رواه مسلم، فهلموا أيها العصاة أيها التائبون إلى رب كريم، ومن يدري فقد يكون هذا آخر شعبان لك في هذه الدنيا؛ فتقبض وأنت صائم أو راكع أو ساجد أو قارئ أو أو.

أيها المترددون في العودة إلى الله تعالى لا تماطلوا، وتذعنوا إلى عدو الله وعدوكم إبليس فكم تكون فرحته كبيرة عندما تقول: أتوب فيما بعد!!! وكأن عمرك بيدك وكم تكون سوأته عندما يراك وقد اتجهت إلى الله وصرت من الذين أخبر الله عنهم ((أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ))سورة المؤمنون.

أيها المؤمنون الصادقون تذكروا في هذا الشهر أنكم مقبلون على شهر تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، يقول الرسول صلى الله عيه وسلم: "إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين مردة الجن ، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ونادى مناد : يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار. رواه البخاري، ولرمضان فضائل كثيرة تطلب من كتب التفسير والحديث، وعرضت أيضا في مقالات كثيرة بموقع لها أون لاين.

نسأل الله تعالى ألا يجعلنا من الغافلين، ويحبب إلينا طاعته وأن يبلغنا رمضان، ويوفقنا لطاعته في سائر الأيام والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30